رسالة مفتوحة الى صخر الماطري

صخر: منذ أن غادرت البلاد وعائلتك تعيش حزنا لا يوصف انت تحمل إسما مجيدا تركه عم أبيك الدكتور محمود الماطري المرحوم والدي

والدي الذي ناضل ووهب حياته لتحرير البلاد وقد كان من مؤسسي الدستور الجديد والمدير المساعد للمنظمة العالمية للصحة بـ

GENEVE

كان رجلا شجاعا شريفا كريما وذا نزاهة مثالية

محمود الماطري (عم أبيك) تكبد المنفى وقاسى ويلاته في الجنوب التونسي في قلب الصحراء لمدة ثلاث سنوات ونصف السنة عانى الجوع والعطش وعند رجوعه حمله الشعب على الأعناق لاشك أنه يتقلب الآن في قبره...ان صوته يناديك ليعلو فوق أصواتنا ويطلب منك من حيث هو في عالم الخلد ان تتصرف كرجل شريف وأن تواجه مسؤولياتك
تذكر يا صخر ان محمود الماطري هو من نجى أباك من موت محقق في تلك المؤامرة ضد بورقيبة فإن من واجبك أن تشرفه لأنك فرد من هذه العائلة التي مكنتك من أن تعيش في بحبوحة بشرف واستقامة
ولا تنسى أن عم أبيك (محمود الماطري) وجدك وكلاهما إمام بجامع الزيتونة المعمور
أنت يا صخر التقيّ الذي حافظ على صلواته منذ الخامسة عشرة من عمره كيف تقبل أن تواصل التصرف في أموال ليست من كسب حلالك
صخر: أنت في عنفوان شبابك أجبرت على الزواج وأنت في الثانية والعشرين من عمرك وأبهرت بأنوار السلطة ودخلت في دوّامة جهنمية فلم تعد تسيطر على نفسك ولم يعد لأحد القدرة عليك
لقد أصبحت رهينا لتحالف كان هدفه تثبيت سلطة متداعية.
والآن كل الظروف في صالحك عليك يا صخر أن تفصح وتصرح وتدافع عن نفسك أمام الشعب الذي هو شعبك الذي أعطاك ثقته لأنك من عائلة الماطري ومن واجبك أن تتصرف كرجل ذي شرف ولا شك أنك ستخرج من هذه المحنة
ارجع يا صخر وسلم ما أخذت من أموال ليست بأموالك وبرر موقفك وإني على يقين أن الشعب التونسي سيكون رحيما تجاهك

٭ آمال الماطري