أخيرا... جاء اليوم الذي انتظرناه طويلا فمنذ سنة 2004 لم نعش مثل هذه اللحظات ونحن ننتظر تتويجا بات قريب المنال لمنتخب كرة القدم فاليوم يخوض أبناؤنا نهائي الـ«شان» في السودان أمام نظيره السوداني بأعين حالمة وطموح كبير في إحراز لقب نحن متعطّشون إليه
سافر المنتخب إلى السودان في ظروف خاصة جدّا ولم يكن أحد يأمل حينها بأننا سنبلغ نهاية المطاف لنبقى على بعد خطوة واحدة من الإنجاز لكن يبدو أن الحافز الذي يحرّك زملاء القصداوي كان أكبر من توقعاتنا لكن التاريخ وحده يؤكد ذلك ومنتخبنا يعيد اليوم سيناريو الدانمارك 1992 والعراق 2007 فيولد البطل من رحم الظروف الصعبة ويقلب التوقعات إذا ما صدق العزم وثبتت الإرادة
على مدار المباريات الخمس السابقة في هذه البطولة كنّا نشعر بتشكل مجموعة جديدة في صورة منتخب وطني يعكس صورة بلده الحالية ويؤدي بطريقة تدلّ على وجود رابط وثيق بين أقدام اللاعبين وعقولهم وقلوبهم التي ظلّت شديدة الالتصاق بالصورة التي تركوا عليها بلدهم ووقفنا على حقيقة ذلك عندما هزّت القشعريرة أبدان الجمهور التونسي وهو يشاهد بشغف المردود البطولي لمنتخبنا أمام الجزائر والقصداوي وهو يهز شباك زاماموش ويرفع ورقة كتب عليها عبارة «تونس حرّة»
الفوز على أنغولا اليوم والتتويج باللقب، هو موعد يلوح بعد حقبة من الصعاب وحدث يمثل تعويضا أكثر من مناسب عن غياب صار حتميا على منصات التتويج القاري بالنسبة إلى منتخبنا الذي تخبّط في موجة من المشاكل ولم يجد توازنه إلا عندما شعر أبناؤه أنهم يمثلون فعلا صدى لبلدهم لذلك فالمطلوب اليوم عزيمة أقوى من تلك التي قهرت روندا والسينغال وإرادة أكثر صلابة من تلك التي أجبرت الكونغو على الانحناء ورغبة تفوق التي أجبرت الجزائر العنيدة على الخضوع لمشيئة كتيبة سامي الطرابلسي لذلك فإنّ الحديث في التفاصيل الفنية اليوم أمر قد لا يكون مهما بتلك الدرجة
المباراة الأولى في الدور الأول أمام نفس المنافس، كنا فيها الأفضل لنمر بجانب انتصار كان سيبدّل كثيرا من واقع مباراة اليوم، لكن لا مجال للمقارنة بين الإطارين فاليوم تلوح المواجهة أكثر حساسية ويأتي الصدام في مباراة الختام لتتضاعف أهمية نتيجة المواجهة التي تعني الفوز باللقب
بلسان واحد وتعبير متطابق يتحدث لاعبونا على أنهم يريدون إهداء هذا اللقب لأبناء هذا الشعب ولأرواح شهداء الثورة التونسية ورفضوا حتى الخوض في تفاصيل المزايدات المالية الخاصة بالمنح والمكافآت ومن هنا يمكن أن نقول لهم: «مهمّ جدّا أن نفوز باللقب، لكن الأهم من ذلك أن رسالتكم وصلت وهي أنكم منتخب وطني من هذا البلد وإليه ستعودون..»
source: http://www.alchourouk.com
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire