تستمر في مدينة الكاف عمليات البحث عن الأسلحة النارية المفقودة من منطقة الشرطة في الكاف، كما تستمر الحملة الأمنية التي يشنها أعوان فرقة خاصة من الحرس الوطني بمساعدة الجيش، وشاهد سكان بطحاء بن عيسى عددا هاما من أعوان هذه الفرقة وهم بصدد البحث عن عدد من الحراب (الحربة هي السكين التي توضع في مقدمة البندقية الحربية) لدى بعض المشبوه فيهم
وكشفت مصادر مطلعة أن المحققين قد تلقوا معلومات تفيد أن بعض المراهقين والتلاميذ، قد حصلوا على هذه الحراب المسروقة، بعد أن اعترف أحد المتهمين أنه قد فرط في عشر منها مما جعل المحققين يداهمون العديد من البيوت بحثا عنها، خصوصا بعد أن راج أن هذه السكاكين الخطيرة قد وصلت إلى بعض المراهقين. وتشير هذه المصادر نفسها إلى أن بعض هؤلاء المراهقين قد أكدوا أنهم حصلوا على تلك الحراب من باب التذكار وليس لاستعمالها بأي شكل من الأشكال. وتقول مصادر حقوقية من المدينة إن الحملات الناجحة والناجعة التي نظمها أعوان الفرقة الخاصة مع الجيش قد جعلت الأهالي يتخلصون من الخوف أخيرا ويقبلون على إعلام الجيش مباشرة أو السلط الأمنية عبر الخط الأخضر عما يعرفونه من معلومات عن الأسلحة المسروقة وعن هويات الذين فعلوا ذلك، وكذلك عن هويات اللصوص الذي اقتحموا قباضة المالية ونهبوا محتويات مخزن التبغ، حيث أمكن للمحققين الوصول إلى المكان الذي أخفي فيه التبغ المسروق بفضل معلومة ثمينة من شاهد عيان. وفي هذا الإطار، تروج عدة أخبار عن شاب فضح نفسه حين هدد صديقته بمسدس أثناء خصام بينهما، مما جعل أحد المواطنين يبلغ عنه.
المؤامرة
في الأثناء، بدأت مدينة الكاف تفتح عينيها أخيرا على الواقع الجديد بتفاؤل وبدأ الناس يتساءلون إن كانوا قد تخلصوا حقيقة من سلطة الإجرام التي يعرف الجميع رموزها منذ وسط التسعينات. لكن العديد من رموز الإجرام الذين كانوا يحظون بالحماية في المدينة لا يزالون طلقاء. وتقول مصادر مطلعة لـ«الشروق» في جملة واحدة: «لن يفلت أحد ممن تورطوا في الإجرام من العدالة»، ويضيف هذا المصدر أن الفرقة الأمنية لن تغادر المدينة إلا بعد القبض على كل المتهمين، «الذين نعرفهم جيدا»، وأن الحملة مستمرة والأبحاث تمضي لكشف هويات كل من تورط بأي شكل من الأشكال في العنف الذي شهدته المدينة منذ شهر ديسمبر، وحتى قبل ذلك بما أن المحققين ينتبهون أيضا إلى كل الجرائم التي اقترفت قبل ذلك مثل ترويج المخدرات».
وبالنظر إلى هوية من تم إيقافهم وخصوصا المتهم الأول، فقد ظهر للعلن ما كان يعرفه الجميع وهو أن عملية الاستيلاء على الأسلحة في منطقة الشرطة كانت منظمة وتهدف إلى إغراق المدينة في حالة عنف دموية، كما بدأت تتضح علامات المؤامرة في مدينة الكاف والتي تخطط لها أطراف في التجمع الدستوري وينفذها مجرمون يحكمون قبضتهم على المدينة منذ أعوام طويلة في تحالف تاريخي بين الإجرام والسياسة. كما اتضحت علامات المؤامرة على رئيس منطقة الشرطة الذي يتضح الآن أنه لم يحسب جيدا القدرات التي لا تصدق للمجرمين الذين بسطوا سلطانهم على المدينة بالحديد والمال ثم بالنار. كما بدأ الناس في المدينة يتحدثون عن المتهم الأول عماد الطرابلسي، الذي ذكر سكان الكاف أنهم شاهدوا سيارته الفاخرة تجوب أنهج المدينة، فيما يردد الناس روايات مثيرة عن عمليات التهريب، تهريب أي شيء بدءا بالمخدرات وصولا إلى ما يتم تهريبه من الجزائر من سلع مرورا بالتنقيب غير الشرعي عن الآثار.
أمل وتفاؤل
تعيش مدينة الكاف على أحداث جديدة ومثيرة كل ساعة عن الإيقافات والمداهمات لحجز السلاح والمسروقات، لكن الموضوع الأفضل في جلسات الناس هي تفاصيل إيقاف المتهم الأول، وخصوصا الطريقة التي تم بها، حيث تجند عدد كبير من أعوان الفرقة الخاصة بمساعدة الجيش لمداهمة أحد مقرات هذا المتهم، الذي يقال إنه قد أصبح مليارديرا حقيقيا من نشاطاته الإجرامية. واعتمد أعوان الفرقة المختصة بالتعاون مع الجيش لتنظيم «عملية إنزال» حقيقية لأنهم كانوا يتوقعون منه أن يقاومهم، بما عرف به من شدة بالإضافة إلى تحصنه بعدد من مساعديه. وقد حدثت بالفعل محاولات مقاومة لكن أعوان الفرقة المحنكين عرفوا كيف يحكمون سيطرتهم على الوضع، ثم تتالت زياراتهم إلى ممتلكاته الواسعة في الجهة من المزارع الشاسعة وخصوصا مستودع الفيراي الذي يملكه شمال المدينة.
غير أن سكان ولاية الكاف سوف ينتظرون بأمل كبير وتفاؤل تقدم الأبحاث لكي يتأكدوا أخيرا من إيقاف كل عناصر الإجرام التي تورطت على مدى أعوام في نهب خيرات المدينة ونشر المخدرات واقتراف كل أشكال الانحراف وكانت تحظى بحماية غامضة وغريبة حتى قامت ثورة الشعب التونسي التي يجب أن تبدأ بوضع حد للتحالف التاريخي بين الإجرام ورجال السياسة سواء كانوا في المدينة أو خارجها.
في الأثناء، بدأت مدينة الكاف تفتح عينيها أخيرا على الواقع الجديد بتفاؤل وبدأ الناس يتساءلون إن كانوا قد تخلصوا حقيقة من سلطة الإجرام التي يعرف الجميع رموزها منذ وسط التسعينات. لكن العديد من رموز الإجرام الذين كانوا يحظون بالحماية في المدينة لا يزالون طلقاء. وتقول مصادر مطلعة لـ«الشروق» في جملة واحدة: «لن يفلت أحد ممن تورطوا في الإجرام من العدالة»، ويضيف هذا المصدر أن الفرقة الأمنية لن تغادر المدينة إلا بعد القبض على كل المتهمين، «الذين نعرفهم جيدا»، وأن الحملة مستمرة والأبحاث تمضي لكشف هويات كل من تورط بأي شكل من الأشكال في العنف الذي شهدته المدينة منذ شهر ديسمبر، وحتى قبل ذلك بما أن المحققين ينتبهون أيضا إلى كل الجرائم التي اقترفت قبل ذلك مثل ترويج المخدرات».
وبالنظر إلى هوية من تم إيقافهم وخصوصا المتهم الأول، فقد ظهر للعلن ما كان يعرفه الجميع وهو أن عملية الاستيلاء على الأسلحة في منطقة الشرطة كانت منظمة وتهدف إلى إغراق المدينة في حالة عنف دموية، كما بدأت تتضح علامات المؤامرة في مدينة الكاف والتي تخطط لها أطراف في التجمع الدستوري وينفذها مجرمون يحكمون قبضتهم على المدينة منذ أعوام طويلة في تحالف تاريخي بين الإجرام والسياسة. كما اتضحت علامات المؤامرة على رئيس منطقة الشرطة الذي يتضح الآن أنه لم يحسب جيدا القدرات التي لا تصدق للمجرمين الذين بسطوا سلطانهم على المدينة بالحديد والمال ثم بالنار. كما بدأ الناس في المدينة يتحدثون عن المتهم الأول عماد الطرابلسي، الذي ذكر سكان الكاف أنهم شاهدوا سيارته الفاخرة تجوب أنهج المدينة، فيما يردد الناس روايات مثيرة عن عمليات التهريب، تهريب أي شيء بدءا بالمخدرات وصولا إلى ما يتم تهريبه من الجزائر من سلع مرورا بالتنقيب غير الشرعي عن الآثار.
أمل وتفاؤل
تعيش مدينة الكاف على أحداث جديدة ومثيرة كل ساعة عن الإيقافات والمداهمات لحجز السلاح والمسروقات، لكن الموضوع الأفضل في جلسات الناس هي تفاصيل إيقاف المتهم الأول، وخصوصا الطريقة التي تم بها، حيث تجند عدد كبير من أعوان الفرقة الخاصة بمساعدة الجيش لمداهمة أحد مقرات هذا المتهم، الذي يقال إنه قد أصبح مليارديرا حقيقيا من نشاطاته الإجرامية. واعتمد أعوان الفرقة المختصة بالتعاون مع الجيش لتنظيم «عملية إنزال» حقيقية لأنهم كانوا يتوقعون منه أن يقاومهم، بما عرف به من شدة بالإضافة إلى تحصنه بعدد من مساعديه. وقد حدثت بالفعل محاولات مقاومة لكن أعوان الفرقة المحنكين عرفوا كيف يحكمون سيطرتهم على الوضع، ثم تتالت زياراتهم إلى ممتلكاته الواسعة في الجهة من المزارع الشاسعة وخصوصا مستودع الفيراي الذي يملكه شمال المدينة.
غير أن سكان ولاية الكاف سوف ينتظرون بأمل كبير وتفاؤل تقدم الأبحاث لكي يتأكدوا أخيرا من إيقاف كل عناصر الإجرام التي تورطت على مدى أعوام في نهب خيرات المدينة ونشر المخدرات واقتراف كل أشكال الانحراف وكانت تحظى بحماية غامضة وغريبة حتى قامت ثورة الشعب التونسي التي يجب أن تبدأ بوضع حد للتحالف التاريخي بين الإجرام ورجال السياسة سواء كانوا في المدينة أو خارجها.
٭ يوسف خليل
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire