lundi 14 février 2011

ليبيا تفرض رسوماً مرتفعة على دخول التونسيين و المصريين و الجزائريين أراضيها

فى خطوة عكست شدة القلق الليبى من انتقال عدوى الثورات إلى البلاد من جيرانها، اتخذت السلطات الليبية إجراءات شديدة للتضييق على المسافرين الآتين برا من تونس، الجزائر، ومصر.
وأوضحت صحيفة "ليبيا اليوم" أنّ عشرات المسافرين الجزائريين الذين قصدوا ليبيا فى الأيام الأخيرة من أجل السياحة أو التجارة أو لزيارة الأهل أبدوا انزعاجا من الضريبة التى ألزم بدفعها أصحاب السيارات والمقدرة بـ150 دولارا، بالإضافة إلى ضرورة دفع 700 يورو من أجل المرور من المركز الحدودى رأس الجدير الواقع بين تونس وليبيا.

وأوضح مسافرون أن الأمر لا يخص التجار فحسب، بل يشمل أيضا السياح، أو حتى الذين يقصدون ليبيا للاطلاع على أحوال أبنائهم وعائلاتهم المقيمة هناك، وما زاد من غضب الجزائريين أن الليبيين أعفوا أخيرا التونسيين من هذه الرسوم بعد تدخل السلطات التونسية لصالح مواطنيها، فى حين بقيت سارية المفعول على الجزائريين، رغم الوعود برفعها.

وقد يدفع هذا الجزائريين لاتخاذ قرار بمقاطعة الأراضى الليبية وتحويل كل تعاملاتهم التجارية إلى تونس، أو تكليف وسطاء تونسيين لجلب السلع من ليبيا، وهو الأمر الذى يكلفهم كثيرا، خاصة أن الجزائريين القاصدين ليبيا يوفرون للخزينة الليبية عشرات المليارات سنويا بفضل التعاملات الاقتصادية والبضائع المختلفة التى تدخل إلى ليبيا من عدة دول أوروبية وآسيوية وتحول إلى الأسواق الجزائرية.

وأفادت مصادر مطلعة أن كبار المسئولين الليبيين أبدوا مخاوفهم من تعلم مواطنيهم المناخات الثورية، سواء من مصر الواقعة على الحدود الشرقية للأراضى الليبية، أو من تونس المجاورة التى يزورها مليون و400 ألف ليبى سنويا، وهم سيُعجبون بأجواء الحرية السائدة فيها وسيعمل بعضهم على الأقل على نقلها إلى بلدهم.

وأشارت "ليبيا اليوم" إلى أنّه تأكيداً للقلق الليبى الشديد من تداعيات الثورتين التونسية والمصرية أوضحت المصادر نفسها أن القيادة الليبية تلقت توجيهات من الزعيم الليبى، معمر القذافى، لدرس إجراءات عاجلة لتقديم مساعدات للأسر الليبية، بالإضافة لاتخاذ بعض الإجراءات "الانفتاحية"، لكن ضمن دائرة مؤسسات أبنائه، وخاصة المؤسسة التى تحمل اسمه والتى يرأسها نجله سيف الإسلام، مخافة أن ينفلت الوضع فى حال أطلقت الحريات الحقيقية.

وفى السياق نفسه، قالت مصادر مطلعة، إنّ القذافى، دعا الليبيين إلى التمسك "بسلطة الشعب" لتقرير مصيرهم بأنفسهم والإشراف على توزيع أموال ثروتهم فى المجتمع.

وقال القذافى، خلال لقاءات مع وفود شعبية وصحفيين فى مدينة بنغازى، إن ليبيا "تتفرد بنظام سلطة الشعب الذى يتيح لمواطنيها العيش بكل كرامة وحرية".

وأكد القذافى أنّه لا يريد استخدام الشرعية الثورية التى منحتها له المؤتمرات الشعبية الأساسية، ولا يود الخوض فى الشأن العام كون الجماهير الليبية هى صاحبة السيادة والسُلطة من خلال المؤتمرات الشعبية الأساسية.

وقال الزعيم الليبى إنّه ليس رئيس دولة أو رئيس جمهورية، وإنه تجنب الظهور للمواطنين فى الأيام الأولى للثورة، إلا أنه ظهر لهم بعد مضى أيام من قيام الثورة تحت إصرار الزعيم المصرى الراحل جمال عبد الناصر لكى لا تسرق الثورة أو يتم الاستيلاء عليها.

وأضاف القذافى أنّ أجواء عدم الاستقرار وعدم الأمن تؤثر على أى بلد، ضاربا المثل بما حدث فى ليبيا أخيراً من اقتحام الوحدات السكنية التى قال عنها إنها زعزعت الثقة عند الشركات العاملة فى ليبيا


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...