إثر صلاة الجمعة تجمهر في نهج "زرقون" بالمدينة العتيقة الكثير من الغاضبين والرافضين ل"تجارة "الرِّق الأبيض أو بيع الجنس اللطيف للمتعة بمقابل مادي ببلادنا ،
وذلك قصد غلق الماخور الشهير جدا والمعروف ب "عبدالله قش" ، بعد أن انطلقت حملة التطهير بغلق مواخير في كل من باجة والقيروان وسوسة ، وقد تمّ تفريق هؤلاء باستعمال السّلاح الأبيض من بعض المُوَالين لهذه الفضاءات المروّجة للجنس، هذه الفضاءات التي تحتضن مومسات يحضين بالحماية والرّعاية الصحّية من طرف أجهزة طبية مختصة مرّة في الأسبوع من باب الوقاية من الأمراض المنقولة جنسيا فضلا عن انخراط نشاطهن في الدورة الاقتصادية.
والسؤال الحائر الذي يطرح نفسه في هذا المجال أيّ مصير لبائعات الهوى اللاتي يُقذَفُ بهنّ إلى الشوارع منذ أيام؟والحال أنّ الأرقام الرّسمية تؤكد وجود5343 أنثى ممتهنة للجنس بجميع الولايات ومن مختلف الشرائح العمرية.
وقد أوضح الدكتور خالد خير الدين المنسّق العام لمشروع التعاون مع الصندوق العالمي لمكافحة السيدا والملاريا في ندوة صحفية سابقا أنّ جميع هؤلاء من بائعات المتعة تمتعن بحصص تثقيفية فردية وجماعية عن قرب أي في أماكن اشتغالهنّ لتحذيرهن من الأمراض المنقولة جنسيا ،وهو ما يؤكّد أنّ حصيلتهن تبلغ دون شك هذا العدد وربّما أكثر من ذلك بكثير بعدما صرّحت الحكومة المؤقتة أن اللإحصائيات ببلادنا مزوّرة ومغلوطة .
والخطير في هذا المجال هو كيف سينخرط هؤلاء في الحياة الاجتماعية ، أيّ ضامن يمنع ولادة محاولات فردية أو جماعية في صفوفهن للاستثمار في تجاربهن الجنسي السابقة وخبراتهن ، وأيّ متنفس لأصحاب التجربة الجنسية الأولى والمحرومين عاطفيا والمرضى بالشراهة الجنسية وغيرهم حتى لا نقع في الحديث عن طوفان من حالات الاغتصاب ببلادنا؟؟؟؟؟؟
source: http://www.attounissia.com.tn
bellehi teb3ou mouchkelt dhoubat elli gtelhoum ezzine fi tayara
RépondreSupprimerهل ان غلق مشكلة المواخير التونسية قضية يجب ان تثار بكل هذه التلميحات والتخويفات الضمنية والاشارات الخفية؟ هل يجب ان نبرر بقاء المواخير بتهيج الرجال وانتشار الامراض المنقولة وانتشار الاغتصاب؟ ان هذا المنطق يصب في نفس الخانة مع من يومئ لهم صاحب المقال والذين يرون ان الحل للتغلب على الفساد هو اعادة المرأة الى البيت حتى لا يثرن غرائز الرجال. انه منطق متخلف و محزن لأن الكثير من الجماعات تجاوزته وأقرت بمجلة الاحوال الشخصية و لا يعنينا ان كان ذلك من قبيل الانتهازية السياسية لاننا لسنا من المشتغلين بمحاكم التفتيش .
RépondreSupprimerاما النقطة الثانية فان البلدان المتقدمة قد تجاوزت ذلك فأغلقت دور الخنا كما حدث في فرنسا مثلا و في العديد من الدول الاخرى ولم يقدموا هذه الحجج المتخلفة. ثانيا ان امتهان الجسد ليس موقفا تقدميا لانه يحيل المرأة الى بضاعة وهي نظرة رأسمالية تهمش الانسان وتشيئه بعد ان تجرده من انسانيته . ان المرأة التونسية تبقى تونسية مهما زلت بها القدم و يجب اعادة تأهيل هذه الفتيات وفتح مجالات شريفة للرزق امامهن . ان الكثيرات منهن هن ضحايا الفقر والحاجة او التحلل الاجتماعي الذي اصاب العائلات التونسية بفعل السياسة التي قادها الدكتاتور المخلوع .