كان من المفروض أن يتمتع معمر القذافي، يوم الثلاثاء الماضي، بأحلى عيد نساء في حياته، حيث ضرب موعدا لحسنات إيطاليا في آخر لقاء جمعه بهن، لينزلن ضيفات على طرابلس في الثامن من مارس الحالي،
وتسلمهن مبلغ مليون أورو نظير تواجد عشر ملكات جمال سابقات وحاليات من مختلف المناطق الإيطالية.. ولكن جرت رياح الثورة بما لا يشتهيه القذافي، الرجل الغريب الذي رفض الاحتفال بعيد الأضحى المبارك، وكان يتهجم على الاحتفالات الإسلامية والغربية، ولكنه في السنوات العشرين الأخيرة جعل للمرأة بدل العيد أعيادا، وصار يحتفل بهن على طريقته الخاصة..
ويذكر التاريخ أنه في لقاء بالقاهرة عام 1972 نظمه اتحاد المرأة العربية، خطب وأثار ضجة عندما قال: إن المرأة هي بقرة قُدّر لها ألا تفعل أكثر من الحمل والولادة والرضاعة.. وحتى في الكتاب الأخضر، وضعها دوما على الهامش، وله مقولة واحدة تتكرر في الكتاب الأخضر عن المرأة، وهي أنها خُلقت للبيت، ولكن بمجرد أن كبرت ابنته عائشة ودخل في غراميات مع التونسية، حنين، ثم الأوكرانية، جالينا، حتى تغيرت حياة القذافي نهائيا، بدءا من إنشائه لكلية خاصة بالحارسات الخصوصيات، وانتهاء بإحاطته بأربع ممرضات، ولا يوجد بينهن طبيب من الرجال، ثم منح العصمة لممرضة واحدة من أوكرانيا، صارت تتبعه في ترحاله، وتمكنت وثائق ويكيليكس من فضح العلاقة عندما خصّها بطائرة رئاسية نقلتها إلى لشبونة، بعد أن تعطلت عن الوفد الرئاسي، ومن العاصمة البرتغالية طارت إلى الولايات المتحدة في رحلته الشهيرة إلى مقر الأمم المتحدة.. التطور النسوي القذافي كان تصاعديا، فالرجل الذي كان يقول: "نساؤنا مثل أبقارنا في كل شيء"، بعث تنظيم الراهبات الثوريات في الثمانينات من القرن الماضي، وقال إنهن الوحيدات اللائي بإمكانهن احتضان وحماية الثورة، ومن أشهر العلاقات العاطفية التي هزت عرش القذافي، تلك التي جمعته بطالبة تونسية من عائلة ميشكا وتدعى حنين، كانت ضمن وفد طلابي تونسي زار "العقيد" وذهل لجمالها،فاقترب منها وكان يريد الزواج منها بعد الوحدة مع تونس في عهد الحبيب بورڤيبة، وسأل عن والدها فعلم بأنه صاحب شركة مقاولات، فحاول استدراجه للعمل في ليبيا، ولكن والدة حنين رفضت ذلك، وهاجرت العائلة نهائيا إلى فرنسا، ومنذ عشرين عاما صار يبعث لها هدية في كل ثامن من مارس، ومن حنين نزل طوفان من الحنان على معمر القذافي أغرقه بين المد الأوكراني والحلاوة الإيطالية.. وكان يمكن أن يكون نهار اليوم الثامن من مارس يوما موعودا في تاريخ القذافي، بالاحتفال وسط الإيطاليات الفاتنات من ملكات جمال وإغراء، ولكن الثوار أرادوه يوما للقذافي بين القنابل الحقيقية.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire